تائه بلا مأوى ، فاقد لأي شغف ، يومياً تُكفن أحلامك ، ولدت تحارب في مئات ألجبهات .. مع كل إنتصار صغير تضحية عظيمة ، اللاقيّم عندك تساوي أكبر قيمهم ، فارس في كل ميدان ، ثائر على كل صنم ، مُرابي على نفسك ، في العقل أنت السجين ، في النفس أنت الأسير ، في المنفى أنت الحزين ، شريد بلا منطق ، الجهد أرهق جسدك حرق روحك فتت عقلك ، سيماهم الخيانة في كل منعطف .. معك صفتهم الغدر والخسة وإنعدام الأصل متوحدة ، يا من كنت الأرض الخصبة أيها النهر الرافد يا بحر العطايا ، لما أراك صحراء قاحلة لعلك صرت وادي جف وبحرك الذي كان وكان صار طيّ النسيان .
بعد هذا لازلت تقاوم وتصر على أنك لم تمت ، فإن كنت أنت الحيّ خبرني بحق الرب من أنت وكيف صرت وما هذا الذي بك ؟ ، وإن كنت أنت الحيّ فمن هم ؟ ، على ماذا لازلت تبحث ؟ ، لأجل ماذا تُصر على الصمود ؟ ، فضولي يقتلني لأعرف ماهيتك ، رغبتي تجذبني نحو تجسيدك .
جهلت بك كل شئ ، علمت عنك لا شئ ، عجزت عن صياغة تعريفك ، أنت لا شئ أم أنك كل شئ ، أنت المهزوم أم المنتصر ، لا أعرف سوى أن السيادة تطلبك وتحتاجك وأنت تتركها وتترفع عنها ، فأنت هارب من المسئولية أم أنت الذي وعَى الحق وقرر أن ينغمس في جهاد ذاته ، أفكر بحالك بحالتك بنفسك ربما أكثر مما تفكر أنت ، تتملكني الحيرة فيك من أول الرأس حتى اخمص القدم .
لن أتركك لحالك ، لن يصل لجفني الهدوء حتي أدركك ، أنا كالذي يؤمن بأسطورة لا وجود لها ، كيف أصل لك أيها الأب ؟ ، كل مرة لا تترك أثر ، مع كل محاولة تتمكن من التملص من رغبتي في لقياك .. مع هذا أنت سبيلي لفهم دائرة اللامفهوم .
تحياتي يا مَن لست أنت ...
تعليقات
إرسال تعليق